ذكرت في القرآن الأم والوالدة وسنرى ما الحكمة من وراء ومتى استعملت الأم ...ومتى جاء ذكر الوالدة ولماذا اختلف سياق ذكرهما ...؟؟
يطلق القرآن الكريم كلمة ’’الأم’’ على الأصل الطيب والمقدس لكلّ شيء عظيم.
فمثلا مكّة المكرّمة هي ’’أم’’ القرى، لأنها مهبط الرسالات السماوية التي اختزلها
الله عزّ وجلّ في الإسلام الذي كان غاية الرسل والرسالات جميعاً، فقال تعالى:
{ مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها }
’أما الوالدة’’ فتطلق على المرأة التي تنجب الطفل بغض النظر عن مواصفاتها
وصفاتها الحسنة أو القبيحة.. بل هي مجرد عملية إنجاب تدور بين الإنسان
والحيوان حين يلتقي الذكر بالأنثى وما يتبع ذلك من حمل وإرضاع، كما قال تعالى:
{والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة}
وهى بالطبع محل البر والإكرام كالوالد طبعا....ولكنها لا تدل على القدسية ....فلقد قال تعالى
{وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً}...حتى لو كانت الوالدة بغيا أو كافرة
وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى عليه السلام، فهو حين تكلّم عن وجوب البرّ والإكرام ذكر وصف ’’الوالدة’’، فقال:
{وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً}.
وحين تكلم القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وعن مواصفات وصفات والدته
الكريمة والمعجزة، أطلق عليها لفظ ’’الأم’’،
فقال عزّ وجل: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة...}
وعندما أراد الله عزّ وجل بيان مدى حنان الوالدة على أولادها، ومدى شفقتها وإشفاقهاعلى أولادها عبر الله عنها بلفظ الأم فقال: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على
قلبها لتكون من الموقنين}
وعندما عبّر القرآن الكريم عن مدى سعادة الوالدة وفرحها بعودة ولدها الغائب من
خطر عليه أطلق عليها كلمة ’’الأم’’ فقال عز وجل:
{فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن} ،
وللدلالة على القدسية والاحترام الشديد أطلق الله على نساء النبي كلمة ’’الأمهات’’
وليس الوالدات فقال {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}