رهينة الماضي في دنيا الحاضر...

إنتظر من فضلك

عندما تحترق اخر شعلة بداخلي وعندما تصبح حياتي رماداً لبقايا مشاعر ,
سيتناثر دخانها عبر دخان المدينة المقفلة .
عندما ترحل أحلامي بعيدا عني وتتركني شظايا انسان .. عندما يصبح الحبّ مجرد فتات
ومجرد سلعة تُباع وتشتري بالثمن المدفوع ..
عندما يصبح قلبي صفحة سوداء في كتاب الزمن .. عندما تقرر أن تبتعد عني ..
وتتركني على أشواك الفراق .. عندها سأموت !
عندما ترميني بعيداً عن صدرك .. عندما أركض نحوك لتضمني وأجد أني أضمّ سراباً في بِحار نفسي الضائعة ..
عندما أراك غريباً عن قلبي أتساءل :
من هذا ومن أين أتى ؟
عندما يصبح الليل ساخراً من عمري .. عندما أصبح ورقة خاسرة في قاموس أمنياتك ..
عندما تقول لي الوداع .. عندما تقول إبحثي لكِ عن حبيب آخر ..
عندها سأنحر كل ما يُسمّى بالحبّ وسأقتل روحي إن هتفت باسمك .
سأجعل من ذكرياتي مشنقة لماضٍٍِ خاسر .. سأجعل من حروف أنفاسي الناطقة بحبك جثثاً لا تستحق إلا الحرق ..
عندها فقط سأدرك أني ما سلّمت مشاعري .. عندها سأرمي بكل ما يُذكّرني بكل تقاسيم وجهك وأرحل بعيداً عن عالمك
علّني أجد مقبرة لجروحي ولقلبي الذي لا يبحث إلا عن عينيك .
أعترف حبيبي أن حياتي قبل أن تأتي , كانت هادئة , هدوء قرية هجرها أصحابها .
بمجيئك تعرّضَتْ حياتي لغزو مفاجئ براً وبحراً وجواً . بوجودك تفتحت عيناي على عالم بهيج ملّون .
أعترف أنك أحدثت إنقلاباً قي حياتي دون أدنى مقاومة .
أصبحت أنت القضية . أتيت غازياً حضارياً . لم تتصرف كجنود أحتلوا موقعاً ,
إستوعبتُ غزوك الفكري والعسكري وأنا مطيعة ,
طاعة بقناعة , إكتشفت بعدها أن هذا هو الحبّ .
سيدي ما أحلى شعور المرأة بأنها محبوبة وتحب , انه أحساس لا يعادل أغلى الكنوز .
أعترف أنك أصبحت جزءاً من نسيج شخصيتي .. شكلتني كما أردت أنت ,
وصُغت حياتي بالأسلوب الذي أردت أنت .
جعلتني أرى بعينيك كل شيء .. حتى كدتُ أتكلم بطريقتك , وأسخط بطريقتك .
أعترف حبيبي أني صرت أحيا دنيا غير الدنيا الساكنة التي كانت .
وأني أحتفظ بك في أوراقي وبين سطوري . إسمك ورسمك مقوشان فوق روحي وجسدي كالوشم .
أنك تختبيء في كل شيء . في ثيابي وصوتي وبين خصلات شعري وفي عطري الذي تحبه .
حتى أصبح الإنسلاج منك مشكلة .
أصبح حبك " إقامة " وللدقة " إحتلال " , أينما جلست أنت معي . معي كظلي تماماً .
أتساءل دائماً متى ترحل من قلبي وعقلي وأنسجتي !
الإجابة صعبة , لأني لا أريد رحيلك مُطلقاً فقد جعلتَ لحياتي معنى وعرفتُ نفسي في مرآتك ,
ومعك فقط تعرفت على أنوثتي .
كنتَ الأمل حيث لم يكن لي بصيص من الأمل ..
كنتَ الحبّ حيث لم يكن هناك حبّ ..
كنتَ الهواء حيث لم يكن لي متنفس .
رهينة الماضي في دنيا الحاضر والحاضر في دنيا الماضي ..
أنتَ المستقبل والحبّ الأكبر .
حبكَ رفعته عالياً وأكملته بالضمة الظاهرة على أوله وعلى آخره .. حبكَ هو الجنة في مماتي

بارك الله فيكى على هذا الموضوع المتميز

» لحظات العمر ما بين الماضي والحاضر
» اااااه يا دنيا