بنت فلسطين مشرفه
عدد المساهمات : 1287 نقاط : 2221 تاريخ التسجيل : 23/04/2011
| موضوع: في رحاب ربيع الأول - بقلم: الأستاذ خالد القريناوي الإثنين 25 أبريل 2011, 4:11 pm | |
| الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. الحمد لله على نعمت الإسلام وكفى بها من نعمة نحمده على أن أنزل إلينا خير كتاب وأرسل إلينا أفضل رسول
وخاتمهم فله الحمد والمنّة, والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا وقرّة أعيننا انه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . لقد خلق الله الأرض واختار منها بلده الحرام ففضله على جميع بقاع الأرض وخلق الله السموات سبعاً فاختار العليا منها ففضلها بالقرب من كرسيه ومن عرشه. وخلق الله الجنان وفضل جنة الفردوس على سائر الجنان, وخلق الله الملائكة واصطفى منهم جبريل ,وخلق الله البشر واصطفى منهم الأنبياء والرسل واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة واصطفى من أولي العزم خليله وحبيبه محمداً ففضله على جميع الأنبياء والمرسلين. أما بعد:
ها نحن اليوم ندخل أبواب شهر هجري جديد, شهر ربيع الأول, شهر تميّز عن غيره من الأشهر, شهر جعل الله له شأنا عظيما يتذكّره كل مسلم ويذكر أحداثه ومجرياته كيف لا وقد أكرمه الله تعالى بأن ولد فيه أفضل مخلوق انّه سيد الخلق وإمام الأنبياء والمرسلين, انّه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. هو إمام الأنبياء وإمام الأتقياء إمام الأصفياء ، وخاتم الأنبياء ، وسيد المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين وصاحب الحوض المورود . شرح الله صدره ورفع الله له ذكره ، ووضع الله عنه وزره ، وزكاه في كل شيء.
زكاه في عقله فقال سبحانه (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)) زكاه في صدقه فقال سبحانه (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى )) وزكاه في علمه فقال سبحانه ((عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)) وزكاه في بصره فقال سبحانه ((مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)) وزكاه في فؤاده فقال سبحانه ((مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)) وزكاه في صدره فقال سبحانه ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)) وزكاه في ذكره فقال سبحانه (( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )) وزكاه كله فقال سبحانه ((وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبّت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم. ولد محمد عليه السلام بعد أن رفع الله عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء بأقل من ستمائة سنة وقد عرفه سكان السماء قبل سكان الأرض وعرفته الملائكة قبل أن تكتمل خلقة ادم, وكما روى عن غير واحد من المحدثين بما يدعم هذه الرواية ومنها:
ومِنها ما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك من أنَّه لمّا اقترف آدم الخطيئةَ أي أكل من الشجرة وقد نهاه الله عن أن يأكل منها قال: يا رب أسألك بحقِ محمد إلا غفرت لي، وهذا قبل أن يولد محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقال الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شيء: وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد، قال: رفعت رأسي إلى قوائمِ العرشِ فوجدت مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تُضف إلى اسمك إلا أحب الخلقِ إليك. وهذا معنى كلامِ النبيِ صلى الله عليه وسلم كنت نبيّا وادم بين الروح والجسد. وكذلك بَشّر به نبي الله إبراهيم كما أخبرنا الله تعَالى في القرانِ الكريمِ عن إبراهيم أنّه قال: {ربنَا وابعث فيهم رسولا منهم يتلُو عليهم آياتك وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنك أنتَ العزيزُ الحكيمُ} . ولد عليه السلام يتيما فقد مات أبوه وهو ولادته وماتت أمه وهو ابن ست سنين, ومات جدّه وهو ابن ثماني سنين...
أرضعته حليمة السعدية فأحسن الله لها لرعايتها له ولاختيارها لحاله ويتمه رحمة منها وشفقة فعوضها الله وأعطاها وأكرمها كرما عظيما من فضله... ولد يوم الاثنين من الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 571 .م , في عام الفيل, العام الذي أراد الطاغية أبرهة الأشرم أن يهدم الكعبة المشرفة لكن مشيئة الله فوق كل شيء. تربى عليه السلام وترعرع حتى بلغ فأصبح رجلا صاحب قوامة ومروءة وصاحب الأخلاق والكرم , وعظيم الحلم وأصدق الناس قولا وأحفظهم أمانة وأبعدهم عن الرذائل . عرف منذ صغره بالصادق الأمين , صفتان لم يتصف بهن أحد غيره , صفتان تلزم كل قائد وكل من يسعى إلى القيادة.
رعى عليه السلام الغنم كغيره من الأنبياء لقوله: "ما من نبي إلا ورعى الغنم", وعمل بالتجارة فكان يتاجر بمال خديجة رضي الله عنها , ثم تزوج منها وهو ابن 25 سنة.فرزقه الله منها الأولاد , وحبها حبا لم تعرف البشرية مثل حبه لها. وتزوج من غيرها بعد وفاتها ... محمد صلى الله عليه وسلم أميا ما عرف القراءة ولا الكتابة , تعرض في صغره إلى أعراض غريبة لم يتعرض لها إلا ذو شأن منها : حادثة شق الصدر وسير الغمامة فوقه أثناء سفره إلى الشام وهو صغير برفقة عمّه أبو طالب ومعرفة الراهب بحيرى لشأنه ومعرفة سماته المذكورة في ديانتهم ووجود خاتم النبوة على جسده ... هو أول من سمّي باسم محمد وسماه القران بأحمد وكلها تعني الحمد والثناء لله ... فضله الله عن الأنبياء وأعطاه ما لم يعطى غيره منهم:ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود واحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع مشفع)).
وقال: " فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون" صحيح رواه بخاري ومسلم. والله إن القلم لا يريد أن يتوقف عن كتابة السيرة لكن المجال لا يسمح, اسأل الله أن يجمعنا به يوم اللقاء الأعظم. انصح لمن أراد التوسع في الموضوع قراءة كتب السيرة مثل كتاب صحيح السيرة النبوية وفقه السيرة النبوية وغيره... والله من وراء القصد | |
|